َاعلان

قصة “أمينة” الجزائرية التي تم قبولوها من 16 جامعة أمركية مرموقة ...

يحلم كل طالب باللحظة التي يقرأ فيها جواب قبوله من جامعة عريقة يرغب في الالتحاق بها، ويبذل أقصي وسعه ليحقق هذا الهدف، ولكن تخيل أن يتم قبولك من 16 جامعة قمت بالتقديم لهم، هذا ما حدث مع أمينة مابيزوري صاحبة الثمانية عشر عامًا فقط!
أمينة أمريكية عربية مسلمة من أصل جزائري، أمينة دائمًا ما كانت الأولى في صفها الدراسي في مدرستها (Elsik High School) التي توجد في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، هي الوحيدة من ضمن 830 طالب في مدرستها التي حصلت على قبول 16 جامعة، منهم 7 جامعات من ضمن 8 يشكلون ما يسمى بـ (IVY LEAGUE SCHOOLS) وهي رابطة تتكون من مجموعة من الجامعات الأمريكية المشهورة التي تتميز بتفوقها الأكاديمي، وصعوبة شروط القبول بها، وهذه الجامعات هي…
جامعة براون، جامعة كولومبيا، جامعة كورنيل، كلية دارتموث، جامعة بنسلفانيا، جامعة برينستون، جامعة يل.
بينما جامعة هارفارد هي الجامعة الوحيدة التي لم ترد عليها بالقبول حتى الآن بل وضعتها على قائمة الانتظار، وتقبل هذه الجامعات من 5 إلى 15% من الطلاب الذين يتقدمون لها كل عام.
وتقول أمينة: “إن السبب الذي جعلني أقوم بالتقديم لكل هذه الجامعات هو توقعي بأنّه قد لا أستطيع أن أحصل على قبول أحدهم، ولكن ما حدث في النهاية لا يصدق بالنسبة لي”، فأمينة تقطن في مدينة تدعى (اليف) تقع في جنوب غرب أمريكا التي تعد من المدن النائية، وليس معتادًا أن يحصل أحد طلابها على قبول كل هذه الجامعات المرموقة.
وفي الحقيقة ما قامت به أمينة بتقديمها لهذا العدد الكبير من الجامعات يؤكد لنا أنّ السعي في أكثر من طريق للوصول لهدفك وطرق جميع الأبواب المتاحة سيجعلك حتمًا تحقق ما تريد الوصول إليه في وقت ما.


لا شك أنّ أمينة كسرت كل الصور النمطية التي يتوقعها أي شخص يتأمل حالتها التي عانت من بعض الصعوبات في بداية حياتها عندما هاجر والديها إلى الولايات المتحدة ليبدأوا حياة جديدة في عالم غريب عنهم، فتقول أمينة: “لم أكن لأصل لأي من هذا بدون دعم ومساعدة والدي ووالدتي، فعندما كنت صغيرةً في الأعوام الأولى لدخولي المدرسة، أبلغت إحدى مدرساتي والدتي أنّ مستواي الدراسي ضعيف وأنّي أحقق أقل الدرجات في مادة القراءة”، ومنذ ذلك الحين قررت والدتها أن تبذل معها كثير من الجهد، كانت تقرأ معها لساعات طويلة وتساعدها على تحسين نطقها للحروف والكلمات.
وبعد كثير من العمل الشاق، استطاعت أمينة في نهاية العام بمساعدة وجهد والدتها أن تحوز شهادة مدرستها بأنّ مستواها تحسن كثيرًا وأشادت بقدرتها على الحصول على أعلى الدرجات، وكذلك في العام الذي يليه، بعد مرور أمينة ببعض الاختبارات، صُنفت أنّها من أكثر الطلاب الذين يمتلكون موهبة متميزة.
واستمر تميز أمينة واضحًا منذ الطفولة حتى سنوات عمرها المتقدمة، فلقد كانت رئيسة رابطة المجالس الطلابية لولاية تكساس التي تشرف على 1300 مدرسة، كما اختيرت لتصبح مندوب أو ممثل عن ولاية تكساس في برنامج السيناتور للشباب الذي له اعتبار وثقل كبير في الولايات الأمريكية المتحدة، ومنذ شهر تقريبًا قابلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أحد اللقاءات التي يقوم بها للتحدث مع الشباب النابغين أمثالها، وكانت دائمًا ما تحوز على المناصب الطلابية القيادية التي تعتبر خير دليل على تفوقها واختلافها.



وتلخص لنا هذه التجربة أنّه إذا كنت تحلم أن يتم قبولك في إحدى الجامعات المرموقة في العالم، فلا يجب أن تكتفي بتفوقك الدراسي فقط، بل يجب أيضًا أن تتميز في المجال المجتمعي الذي تقوم فيه بخدمة المجتمع الذي تعيش فيه، وهو العمل الذي تكتسب به شخصيتك الكثير من القدرات والمهارات التي ستساعدك كثيرًا أثناء التقديم لإحدى هذه الجامعات التي تبحث دائمًا عن الشخصيات المميزة الساعية للنجاح والتعلم.
وعندما تحدثت أمينة عن الفترة التي بدأت فيها تحضير أوراقها للتقديم بهذه الجامعات الكبيرة، قالت إنّها بدأت منذ شهر يناير في كتابة الخطابات الشخصية الموجهة للجامعات والتي ذكرت فيها رحلة المعاناة التي عاشتها أسرتها وكيف قام والدها بالسعي لتأمين حياة جيدة لهم بعد أن مات والده في الحرب في الجزائر، وكيف استطاع أن يتشبث بمنحة دراسية حصل عليها للدراسة في جامعة تكساس في هيوستن، وهو المكان الذي يعيشون فيه والذي يشهد على قصة كفاحهم وسعيهم لتحقيق حياة أفضل لهم.
بالتأكيد تتميز أمينة بمقومات شخصية مميزة ساعدتها لتحقيق هذا الإنجاز، فغير أنّ كثير من حولها يشهدون بأنّها تتميز بنباهة كبيرة، فلقد قالت مدرستها السابقة (سابينا بيج): “لم أتفاجأ عندما علمت أنّ أمينة تم قبولها في 7 جامعات كبيرة، فأمينة كانت طالبة متفوقة متميزة، من الصعب أن تصاب بالغضب أو الإحباط، دائمًا كانت تُظهر تحدي كبير لتحقيق أحلامها التي كانت واضحة أمامها طول الوقت، وكانت كلما تفشل أو تتعثر خُطواتها لتحقيق النجاح، تُصر على الاستمرار والمحاولة من جديد حتى تصل لهدفها”.



قررت أمينة أخيرًا الالتحاق بجامعة (يل) ودراسة العلوم السياسية، قائلة بثقة: “قد أصبح يومًا ما سيناتور في أحد المجالس السياسية أو قد أكون رئيسةً للولايات الأمريكية المتحدة”.
أمّا عن كون أمينة تمثل الفئة المسلمة في أمريكا، تعبر قائلة: “إنّ المسلمين يمثلون فئة كبيرة من المجتمع، ونسبة كبيرة منهم هم أشخاص إيجابيون يسعون دائمًا لتحقيق الخير والسلام وتغيير هذا العالم لمكان أفضل”.
وتتمنى أمينة أن تصبح قصتها مصدر إلهام لكثير من الطلاب الذين يعانون من بعض المشاكل والعوائق التي تعطلهم عن تحقيق أحلامهم، سواء معاناتهم من العنصرية أو صعوبات في التعلم، فلقد قالت إنّها تتمنى أن يتوقف زملائها الطلاب عن التقليل من قدراتهم وإمكانياتهم لتحقيق أي إنجاز، قائلة: “توقف عن التفكير بأنّك لن تصبح مثل الشخص الذي حقق إنجازًا كبيرًا لأنّك تختلف عنه، يجب أن تعلم بأنّك مثله تمامًا قادرًا على فعل أي شيء كما فعل هو”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق